تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الأول)
95191 مشاهدة
ما هي صفة الرقية الشرعية

س: ما هي صفة الرقية الشرعية ؟ وماذا ينبغي أن يكون عليه الراقي والمرقي من أمور؟
ج: المختار جواز العلاج بالرقية الشرعية التي هي القراءة على المريض؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا وقال في الرقية: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل وأقر رفقة أبي سعيد على الرقية للديغ بالفاتحة وقال: وما أدراك أنها رقية؟ وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- رقى بعض أصحابه، ورقاه جبريل لما سحره اليهودي فشفاه الله تعالى والرقية الشرعية هي القراءة بالآيات القرآنية كالفاتحة والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وآية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وأول سورة آل عمران، وآيات الشفاء، وآيات التخفيف، وآيات السكينة، وآيات التوحيد ونحو ذلك، ولا شك أن الراقي يكون مؤثرا إذا كان مستقيما مطيعا لله تعالى عاملا بالصالحات، متنزها عن السيئات، مبتعدا عن الحرام والفواحش ونحوها، وكذا لا بد أن المرقي عليه أيضا يكون مؤمنا صحيح الإيمان حسن المعتقد عاملا بالكتاب والسنة، لقوله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا وقوله تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى فمتى اتصف الراقي والمرقي بالصفات الحميدة أثرت الرقية بإذن الله.